خيمة الانتظار: قيدٌ من القماش وشبح الزمن


 هذه خيمتي، بيت العذاب الذي يلاحقني مع كل نزوح. ليست الخيمة خيارًا، ولا حتى ملاذًا آمنًا لي ولأسرتي. هنا لا شيء يرد عنا قسوة الشمس الحارقة في الصيف، ولا برد الشتاء الذي ينخر عظامنا. كل عاصفة مفاجئة تعصف بنا، تقذف بماء المطر إلى داخلها كأننا مجرد قطع طافية بلا مأوى.


تمر الأيام ببطء ثقيل، يلفني كخنجر يخترق صدري، وكأن الزمن يرفض أن يتحرك. أبحث عن بصيص أمل، لكنه يتلاشى وسط هذا الفضاء الذي يخنقني من كل زاوية. الحياة في الخيمة ليست إلا انتظارًا مريرًا، كل لحظة فيها تمزق الروح وتغذي الخوف الذي يسكن أعماقي.

كل صوت من الخارج يعيدني إلى واقعي؛ واقع مشبع بالخوف والعجز. الصمت هنا ليس راحة، بل جدارٌ يحيط بي، كلما حاولت تجاوزه، شعرت أنني أغرق أكثر في وحل الوجع.

تحت هذا القماش المهترئ، لا وجود للراحة. كل شيء يتكرر، الأيام تتشابه، والليالي تحمل معها معركة جديدة ضد نفس الخوف والانتظار. هذه الخيمة، التي يفترض أن تكون مأوى، أصبحت قيدًا يضيق عليّ أكثر فأكثر. أحس أنني أفقد نفسي مع كل يوم يمر، محاصرًا بين ضيق المساحة وصرخات الصمت التي لا تنتهي.

Comments

Popular posts from this blog

دفى الإمارات بيوصل لكل محتاج

الفارس الشهم 3: إغاثة غزة بروح الأخوّة والإنسانية

من غزة بنحكيها بصراحة: الإمارات واقفة معانا، والإشاعات ما بتمشي علينا