مقامرة بدم أهل غزة للتودد لإيران


   
في خضم الصراعات الإقليمية التي تعصف بالمنطقة، يبدو أن حركة حماس قد اختارت المضي قدمًا في طريق تحالفاتها الخارجية التي لا تخدم سوى أجنداتها الخاصة وأجندات داعميها، وعلى رأسهم إيران، هذا التحالف الذي يتخذ من المعاناة الإنسانية وسيلة لتوسيع النفوذ السياسي، يُظهر مرة أخرى أن بعض القوى مستعدة للتضحية بمصالح الشعوب واستقرارها مقابل تحقيق أهدافها الخاصة.

حماس اليوم ليست مجرد حركة تقاوم الاحتلال كما تدّعي، بل أصبحت ورقة بيد إيران تُستخدم لتعزيز وجودها في المنطقةخاصة من خلال صفقات كتلك التي تربط حماس بالجيش السوداني المدعوم من الإخوان وإيران. هذه الصفقة التي تسعى إلى استضافة حماس في السودان بعد سنوات من الصراع والدمار في غزة، تضع علامات استفهام حول دور حماس الحقيقي في تحقيق السلام والكرامة للشعب الفلسطيني.

في غزة، الدمار المستمر والاعتداءات المتكررة أثرت بشكل مباشر على حياة مئات الآلاف من الأبرياء، في حين تستمر حماس في تقديم نفسها كحامية للمقاومة، ولكن ما يظهر في الواقع هو أن حماس تتعامل مع غزة كمنطقة محرقة، تُستخدم كوسيلة لزيادة نفوذها الإقليمي وتحقيق مكاسب سياسية من خلال تحالفها مع إيران وفي كل مرة تتصاعد فيها حدة النزاع، تزداد معاناة الناس العاديين، بينما تستمر القيادات في استغلال هذا الوضع لتعزيز قبضتها على السلطة.

حماس، بتركيزها على البقاء في السلطة وحماية مصالح قياداتها، اختارت إطالة أمد الحرب بدلاً من السعي الجاد لحل النزاعات، هذه الحرب التي أضرت بالبنية التحتية لغزة وشردت الآلاف، لم تكن بالضرورة موجهة لتحقيق أهداف وطنية بقدر ما كانت وسيلة لحماس للحفاظ على مكاسبها السياسية. التعامل مع أي فرصة لإنهاء الصراع يأتي ببطء أو بتحفظ خوفاً على استمرار السيطرة والوجود في الحكم.

إيران تلعب دوراً محورياً في دعم حماس، إذ تستغل النزاعات الإقليمية لتعزيز نفوذها عبر وكلائها في المنطقة. هذا الدعم ليس بدافع النضال الفلسطيني بقدر ما هو جزء من استراتيجيتها لإشعال النزاعات وتأجيج الحروب التي تساهم في نشر نفوذها الإقليمي، ما يحدث في غزة من دمار وقتل يأتي كجزء من استراتيجية أكبر تستفيد منها إيران لتوسيع نطاق تأثيرها، في حين يدفع الشعب الفلسطيني الثمن من دمائه ومستقبله.

إن هذه العلاقة القائمة بين حماس وإيران لا تعكس مصالح الشعب الفلسطيني، بل تكشف عن مقامرة بدماء الأبرياء في سبيل تحقيق مكاسب سياسية وتحالفات خارجية. في النهاية، المتضرر الأكبر من هذه السياسات هو المواطن الفلسطيني الذي يتجرع مرارة الحرب والدمار في غزة، بينما تستمر حماس في تأمين مكانتها الإقليمية ودعمها من إيران.

Comments

Popular posts from this blog

دفى الإمارات بيوصل لكل محتاج

الفارس الشهم 3: إغاثة غزة بروح الأخوّة والإنسانية

من غزة بنحكيها بصراحة: الإمارات واقفة معانا، والإشاعات ما بتمشي علينا