شهادة وجع في زمن الحرب والإهمال
وقفنا ثواني عند بياع بسطة نسأله عن سعر الحمص المطحون
واحنا عنده
فجأة بومب
انفجار عنيف
أجساد تتناثر
دخان كثيف
ناس بتجري خايفة و ناس رايحة تسرق
زي يوم القيامة
ما حدا لحدا
أنا و أختي كنا نتشاهد واحنا واقفين
و ما توقعت إنها تموت 😥
لأنها فترة كانت واقفة و تتشاهد
وقعت بين إيديا و في حضني
و أنا بصرخ أختي بتموت
ما حدا بيرد
الكل بيجري
وفجأة أجا شاب و شاف النبض
و حكالي ضعيف
و حملها ع الإسعاف
و هو مو إسعاف
بس وسيلة مواصلات
وصلنا المعمداني
لأول وهلة شفته
مسلخ للبقر
منظر الله لا يفرجيكم ياه
برضه ف المستشفى بنادي و بيصرخ أختي بتموت
و لا حدا أجا من الممرضين و الدكاترة
مع إنه أنا متصاوبة و بنزف و بوتي بركة دم من رجلي
و ما كنت حاسة بوجع بالمرة
بعد نص ساعة تصوروا نص ساعة
اجا دكتور
عادي عنده و لا كأنه قدامه بشر
و حكالي أختك شهيدة
بعد شو
و أنا كنت عارفة إنها هيك من غير ما يقلي و خاصة بعد كل ها الوقت و نفس يلي صار مع اخويا يوسف إهمال على الاخر
شفت هناك يلي عمري ما توقعت إني أشوفه بحياتي
لا نخوة و لا رجولة و لا شهامة
كله أخذته الحرب
و يلي قهرني بزيادة
ناس بنقلوا شهداء
و زعلانيين أنهم ما طلعوا بمصاري أو تليفونات
و المصيبة الأكبر لما أجا الممرض يشوف جرحي
بحكيلي معاكي مشرط
عشان يقص بنطلوني
و يشوف الإصابة
و كان مع إبن اخويا قصافة
لأجل الصدفة
و مشى الموضوع
و الممرض بعد ما شاف الجرح
حكالي بده غرز
و روحي ع الغيار
و رحت ع الغيار
و أنا بنزف و بعيط ع أختي
بر ضه هناك
روحي تصوري أشعة
و تصورت و رجعت
و رجعني تاني
الصورة مو مزبوطة
و خلال الفترة هاي
اغمي عليا اكثر من أربع مرات
من كثر النزيف و الدنيا برد و تلجت من السقعة و صرت ارجف من الوجع و الحزن و القهر
و ف الآخر لفوا الجرح و من غير غرز
و التعب ع الفاضي
لا بارك الله ف أطباء و ممرضين المعمداني
الواحد بيمشى و بتعامل مع المصاب كأنه مو بشر و لا بيحس
ما في احساس و لا شعور
و لا بارك الله فيك
و حسبى الله ونعم الوكيل في
يلي وصلنا لهاي الدرجة من الذل و الهوان
هادا أنا يلي شفته
و شافه كثير من أهلنا ف الشمال .

Comments
Post a Comment