بين الألم والرجاء: حين يفاجئك كرم الله
لم يكن في حسبانها، وهي تحمل طفلها الصغير وتعود إلى موطنها، إلا أن تجد ركامًا وذكريات متناثرة بين الأنقاض. غادرت قريتها مكرهة، تحمل في قلبها صبرًا يثقل الروح، وفي جسدها جنينًا لم يرَ النور بعد. وصلت إليها الأخبار القاسية: زوجها ارتقى، ومنزلها تهدّم، لكن رغم الحزن والألم، تمسّكت بالأمل، فهذه الأرض تعرفها جيدًا، كما تعرف دموعها ودعاءها في الليالي الطوال.
وحين عادت، لم تجد ما توقعته، بل ما لم تحلم به قطّ. منزلها لم يُصب بسوء، وزوجها كان في الانتظار، كأن الألم كان كابوسًا عابرًا. لحظة واحدة بدّلت كل مشاعرها، من فجيعة الفقد إلى دهشة اللقاء، من مرارة التشرد إلى دفء العودة. كرم الله حين يأتي، لا يترك في القلب مكانًا إلا وملأه بالدهشة والامتنان.

Comments
Post a Comment