غرفتي… حيث تسكن الذكريات وترحل الأحلام
في زاوية صغيرة من هذا العالم، كانت هناك غرفة ليست كأي غرفة. كانت عالمي، ملجئي، وذاكرتي التي تنبض بالحياة. هنا، حيث كنت أقضي كل أوقاتي، تنسج جدرانها قصصًا لا تُنسى، ويحتضن هواؤها أنفاسي المثقلة بالأسرار.
كل قطعة ثياب هنا ليست مجرد قماش، بل دفءٌ حنونٌ يحمل ذكرى لحظة، لمسة، أو حتى حلمٍ بسيط. كل وردةٍ وُضِعَت في زواياها لها قصة حب، وكل شمعة أُضيئت فيها شهدت على أحاديث الروح في ليالي الوحدة والحنين. أما الهدايا، فهي شواهد على محطات العمر، على لحظات الفرح التي كانت تزين أيامي.
لكن، بغمضة عينٍ حزينة، تبدّل كل شيء. رحلت غرفتي، أو ربما أنا التي رُحّلت عنها. لم يكن الوداع عاديًا، بل كان صرخةً خرجت من أعماق قلبي، ألمًا على ما حلّ بنا. بين جدرانها كنت أعيش، والآن تحولت الذكريات إلى أطياف عابرة في ذهني، تذكرني بأن الأماكن لا تغادرنا، بل نحن من نُجبر على الرحيل عنها.

Comments
Post a Comment