خانيونس بعد ما ابتلعها الطوفان
كيف صارت المدينة اللي كانت دايمًا صامدة؟
خانيونس، المدينة اللي كانت دايمًا بتقاوم وبتوقف بشموخ، صارت هلّق كأنها لوحة من الخراب. الطوفان اللي نزل عليها ما خلى شارع إلا وغرقه، ولا بيت إلا ونكّل فيه، ولا عيلة إلا وخلّاها تِحِن للّي راح منها.
ما ضلّش فيها غير الركام.. ريحة الموت بكل زقاق، وصوت الأطفال اللي بدوروا على لعبتهم تحت الحجارة. الشباب صاروا بيجمعوا فتافيت الذكريات من بين الردم، والأمهات بيعدّوا الغايبين وعيونهم غرقانة بالدمع.
خانيونس مش بس مدينة، هاي روح ناسها.. بس للأسف، بعد الطوفان، صارت مدينة متعبة، موجوعة، بتحاول تعيش رغم كل شي. الطوفان سرق منها كل شي.. بس الإرادة بعدها هون، مزروعة بقلوب أهلها، وراح ترجع تقوم، متل ما دايمًا كانت.

Comments
Post a Comment