كيف صار الطحين حلم ولقمة الخبز كنز في بيوت الفُقرا؟


الحُمدلله دايمًا، بس وجعنا ما بنوصف.. هاد رغيفي، حصتي من الخبز اللي أمي بتقسمه علينا كل يوم، كل واحد بياخد رغفين وبس، من كيلو طحين واحد! يعني رغيف الصبح ورغيف بخبّيه بالخزانة للغدا، لأنه إذا أكلته هلّق، مين بده يشبعني بعدين؟


بالنسبة للعالم يمكن المشهد عادي.. “خبز؟! شو يعني؟!”

بس إلنا، والله إنه أغلى من الذهب، أغلى من أي شي ممكن ينحط على الطاولة.

أمي بتعجن بطلوع الروح، بتدبّر حالها عشان تسد جوعنا، بس الطحين مش دايم، وكل يوم الخوف أكبر: “شو رح نطبخ؟ في خبز بكرا؟”


أكبر وجع بنعيشه اليوم هو فقدان الطحين، ولما يكون موجود، بيكون سعره نار أو جودته تعبانة، وكل يوم منقول “الله يفرجها”، بس ما في شي بيتغيّر.


طول ما الطحين مش متوفر، واحنا عايشين عالحد، والله ما احنا بخير.

كل لقمة صارت معركة، وكل رغيف صرنا نحسبه ألف مرة.

هاد حال كتير من بيوت الغلابا.. خبزهم صار كنز، وطعامهم حلم مؤجل.

 

Comments

Popular posts from this blog

دفى الإمارات بيوصل لكل محتاج

الفارس الشهم 3: إغاثة غزة بروح الأخوّة والإنسانية

من غزة بنحكيها بصراحة: الإمارات واقفة معانا، والإشاعات ما بتمشي علينا