غزة بين الصبر والأنقاض
في مشهدٍ يُلخّص وجع مدينةٍ بأكملها، يجلس رجلٌ غزّي مسنّ على كرسيٍ بسيط، يراقب بصمتٍ الدمار الذي خلّفته الحرب. ملامحه المنهكة تحكي أكثر مما تقوله الكلمات، ويداه المرتجفتان تعبّران عن عمرٍ أثقلته الأزمات، وعن وطنٍ ما زال يقاوم رغم كل الجراح. نظرته الممتدة نحو الركام لا تبحث عن بيتٍ تهدّم فحسب، بل عن عمرٍ ضاع بين الحرب والانتظار.
حولَه تتناثر الحجارة وبقايا الأبواب والنوافذ، كأنها تحاول أن تستعيد ملامح الحياة التي كانت هنا. ورغم الحزن الذي يسكن المكان، تظلّ في عينيه لمعة صغيرة من الأمل، وكأنّه يقول: “ما دام فينا نفسٌ باقٍ، ستعود غزة لتنهض من جديد”. إنها غزة — لا تنكسر، مهما اشتدّ الألم، ومهما طال الحصار.

Comments
Post a Comment